بعيدا عن كل فشل يمكن أن يداهمنا في لحظات الضعف ، إستطعنا بالكثير من الإصرار وحب المهنة أن نقاوم ، أن نزيح عن طريقنا أكوام الثلوج التي تعيق الحركة وتثقل القلب ، ومن ثم أن نظل عالقين بحبال الأمل في زمن صعب ، إختلطت فيه الأوراق ، وتغير فيه وجه الصحفي الذي كان ، الكاتب المغازل للكلمات ، والمحاور الفطن الباحث عن الأجوبة العميقة بأسئلته المغلفة بالكثير من الدهاء ، و المحقق الإستقصائي ، المشاغب ، المداهن ، ليتغير كل شيء وتحل محل صورة الصحفي عدة صور ، منها صاحب الهاتف أو الكاميرا الصغيرة الباحث عن صور متعددة لا تناسب أي قياس ، ومنها الباحث عن فضائح يحاصر بها صاحبها إكرامية باهتة ، ومنها المتذلل لشخصات سياسية ....الشيء الذي يجعل ما نراه الأن في الفضاء الصحفي لا يمت بصلة لمهنة الصحفي الراقية ، ومن ثم فما نبحث عنه الآن شيء غالي ، غير ما يروج في الكثير من المواقع والصفحات ، فالفاسية تنشد الإصطفاف قلب المهنية والإرتقاء ، لتشرق صورتها المواطنة قلب العالم ، لتختار خطها التحريري بالكثير من التدقيق و التعميق ، بعيدا عن لغة الفضائح والإشاعات ونشر الإبتذال ، وقريبا من لغة الثقافة والفنون و الرأسمال اللامادي الذي يتمتع المغرب عامة بالكثير من رؤوسه ومدينة فاس خاصة ، لنسجل امتداد حضورنا الثقافي والفني بتبجيل كبير ، ولنجعل العالم يقترب من تراثنا أكثر لبناء مستقبل مشرق ، قادر على الإفتخار بهويته و عروبته ووطنيته .
ومع السنة الجديدة تكون الفاسية تحتفل بعيدها العاشر ، وتجدد موقعها في انتعاش بمتعة العمل الصحفي الجاد المحافظ على القيم والساعي إلى نشر الجمال في كل مكان والذي يأمل الوصول ولو متأخرا دون المساس بروحه النقية ، و من ثم نجدد محبتنا لكل المتابعين ونعهدم بالأفضل والأجمل .