إكراهات المرأة العاملة في رمضان
يُعتبر شهر رمضان فترة روحانية واجتماعية مميزة، لكنه يشكل تحديًا إضافيًا للمرأة العاملة التي تجد نفسها أمام مسؤوليات مضاعفة تجمع بين العمل المهني والواجبات المنزلية. فالمرأة في هذا الشهر مطالبة بالموازنة بين متطلبات وظيفتها وبين تحضير الوجبات الرمضانية، والاهتمام بالأسرة، إلى جانب العبادات، مما يزيد من الضغوط النفسية والجسدية عليها.
1. الإرهاق الجسدي والتعب
الصيام لساعات طويلة مع ضرورة الاستيقاظ المبكر للذهاب إلى العمل، ثم العودة لمباشرة مهام المنزل وتحضير الإفطار، يجعل المرأة العاملة عرضة للإرهاق الشديد. كما أن قلة النوم بسبب السهر أو الاستيقاظ للسحور يؤثر على طاقتها وأدائها في العمل.
2. الضغط النفسي والتوتر
تشعر الكثير من النساء العاملات بتوتر كبير نتيجة ضيق الوقت، خاصة عندما يكنَّ مطالبات بإنجاز الأعمال المكتبية في وقت محدد، ثم الإسراع إلى المنزل لتحضير الإفطار، مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد والقلق الدائم.
3. تراجع الإنتاجية في العمل
نتيجة الإرهاق الجسدي والتعب، قد تواجه المرأة العاملة صعوبة في التركيز وأداء مهامها بالكفاءة المطلوبة، خاصة إذا كانت تعمل في وظائف تتطلب مجهودًا ذهنيًا أو بدنيًا كبيرًا. كما أن بعض الشركات لا توفر تسهيلات للموظفين في رمضان، مما يزيد من صعوبة الأمر.
4. التوفيق بين العمل والأسرة
يصبح التوفيق بين متطلبات العمل والالتزامات الأسرية تحديًا حقيقيًا، خاصة للنساء اللواتي لديهن أطفال صغار. فهن مطالبات بالعناية بأطفالهن، ومساعدتهم في دراستهم، بالإضافة إلى تجهيز الأجواء الرمضانية في المنزل.
5. قلة الدعم والتقدير
في بعض المجتمعات، لا يُقدَّر المجهود الإضافي الذي تبذله المرأة العاملة في رمضان، بل تُواجَه أحيانًا بانتقادات إذا لم تكن قادرة على توفير كل متطلبات الأسرة كما هو متوقع. كما أن بعض أماكن العمل لا تقدم تسهيلات خاصة بالمرأة في رمضان، مما يزيد من معاناتها.
كيف يمكن التخفيف من هذه الإكراهات؟
- تنظيم الوقت: يمكن للمرأة وضع خطة يومية تُحدد فيها الأولويات، مثل تحضير بعض الوجبات مسبقًا أو توزيع المهام المنزلية بين أفراد الأسرة.
- طلب المساعدة: لا بأس من طلب المساعدة من الزوج أو الأبناء في الأعمال المنزلية لتخفيف الضغط.
- التقليل من المهام غير الضرورية: التركيز على الأساسيات فقط والابتعاد عن الكماليات غير الضرورية لتجنب الإرهاق.
- استغلال ساعات العمل بذكاء: تقسيم المهام في العمل بطريقة فعالة تساعد على إنجازها دون الشعور بالتعب الزائد.
- الراحة والنوم الجيد: الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم، ولو لمدة قصيرة خلال النهار، للحفاظ على النشاط.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المرأة العاملة في رمضان، فإن إدارة الوقت بذكاء وطلب المساعدة يمكن أن يخففا من وطأة هذه الضغوط. كما أن تقدير الأسرة والمجتمع لجهودها ودعم أماكن العمل لها يمكن أن يجعل الشهر الكريم أكثر راحة وسعادة للجميع .