برسالة سلام إنساني شهدت مدينة الصويرة خلال الأيام الأخيرة تنظيم حفل ديني وروحي من طرف الطائفة اليهودية المغربية، في أجواء احتفالية عكست عمق التقاليد العريقة التي ميّزت هذه المدينة عبر التاريخ، باعتبارها فضاءً للتعايش والتنوع الثقافي والديني.
أجواء من الروحانية والابتهال
الحفل تخللته طقوس دينية وابتهالات روحية، شارك فيها حاخامات وأفراد من الطائفة اليهودية إلى جانب حضور واسع من سكان المدينة وزوارها، ما عكس صورة التآخي والتسامح التي تميز المغرب منذ قرون. وقد حرص المشاركون على رفع الدعاء لجلالة الملك محمد السادس بالصحة والعافية، والتضرع من أجل السلم والاستقرار.

التعايش كقيمة مغربية راسخة
هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل شكل لحظة لإبراز غنى التراث المغربي الذي احتضن على مر العصور المسلمين واليهود والمسيحيين في وئام واحترام متبادل. مدينة الصويرة، المعروفة تاريخيًا باسم "موغادور"، ظلت نموذجًا لهذا التعايش، حيث تتجاور المساجد بالمعابد والكنائس في صورة قلّ نظيرها عبر العالم.
دحض الشائعات المغرضة
ورغم الطابع الروحي والإنساني للحفل، حاولت بعض الأطراف استغلال المناسبة للترويج لمزاعم لا أساس لها من الصحة، متهمة الطائفة اليهودية بالدعاء لصالح الجيش الإسرائيلي. غير أن التسجيلات الصوتية والمرئية للحفل كشفت أن ما جرى كان مجرد أدعية وابتهالات دينية، تضمنت الدعاء للملك والوطن، وأخرى متعلقة بتحرير المخطوفين.

يبقى حفل الطائفة اليهودية بالصويرة شاهدًا حيًا على فرادة النموذج المغربي في ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين مختلف الديانات، ورسالة واضحة بأن المغرب سيظل أرضًا للألفة والاحترام المتبادل، مهما حاولت بعض الأصوات التشويش أو إثارة الفتنة.