الشجرة أم النخلة .... سؤال المدن الجديدة

لكثير من الفاعلين المحليين يرون أن الإفراط في "التنخيل" يحد من تنوع الغطاء النباتي ويُفقد الفضاءات العمومية توازنها البيئي والجمالي، وهو ما دفع أصواتاً عديدة إلى المناداة بوقف غرس النخيل والبحث عن بدائل أكثر ملاءمة.

الشجرة أم النخلة .... سؤال المدن الجديدة

أنّ انتشار هذا النوع من الأشجار في مختلف الأحياء والشوارع أصبح سمة بارزة للمدن المغربية ، غير أنّ هذا التوجه يلقى انتقادات واسعة من فاعلين محليين وناشطين بيئيين. حيث أن هؤلاء يعتبرون أنّ التركيز على النخيل يُفقد المدينة التنوع النباتي اللازم ويُضعف الدور البيئي الذي يجب أن تضطلع به الفضاءات العمومية.

و من ثم تتجه المطالب نحو اعتماد التشجير الإيكولوجي، أي إدخال أنواع نباتية وأشجار متنوعة تتلاءم مع الخصوصيات المناخية للمدينة وتخدم أهدافاً بيئية وجمالية في الوقت نفسه، بدل الاقتصار على النخيل الذي لا يقدم ظلاً كافياً ولا يساهم بالقدر المطلوب في تلطيف الأجواء أو تنقية الهواء.

وبالتالي  يتجدد الجدل حول سياسة التشجير كلما لاحظ السكان والمهتمون الانتشار الكبير لأشجار النخيل الرومي في مختلف الشوارع والأحياء. فقد أصبحت هذه الأشجار علامة بارزة في المشهد الحضري، لكن حضورها المكثف يثير تساؤلات عديدة حول جدوى هذا التوجه.

الكثير من الفاعلين المحليين يرون أن الإفراط في "التنخيل" يحد من تنوع الغطاء النباتي ويُفقد الفضاءات العمومية توازنها البيئي والجمالي، وهو ما دفع أصواتاً عديدة إلى المناداة بوقف غرس النخيل والبحث عن بدائل أكثر ملاءمة.

النقاش لم يبقَ محصوراً في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تتداول صور النخيل مرفقة بانتقادات وتساؤلات، بل امتد إلى العمل الميداني. فقد وجهت إحدى الجمعيات البيئية مراسلة رسمية إلى رئيس المجلس الجماعي، تقترح فيها اعتماد مخطط تشجير إيكولوجي متنوع يقوم على غرس أصناف نباتية وأشجار قادرة على تحقيق الاستدامة البيئية وتوفير جمالية عمرانية متوازنة.

ومن ثم يطرح سؤال مهم عن مدى تشبث المسؤولين بزرع النخيل في شوارع المدن دون التفكير في غرس الأشجار التي تعتبر ملائمة للمناخ في المدن الداخلية والشاطئية كذلك .

 

تعليقات

لم يتم نشر أي تعليقات حتى الآن.
تسجيل الدخول لإضافة تعليق