ألفها المغاربة وعاشت في وجدانهم ، إرتبطوا بشخصها الطيب والقريب من أرواحهم ، عشقوا بحتها الجميلة ، وألفوا أغانيها التي يحفظونها عن ظهر قلب ، هكذا كانت الفنانة نعيمة سميح متواضعة ، خجولة ، مغربية حتى النخاع ، تقف شامخة على المسرح بقفطانها التقليدي ، و تمسك الميكروفون في خجل ثم تغني ، نعيمة القادمة من أسرة بسيطة محافظة ، وأب متدين لم يوافق على دخولها المجال الفني إلا بعد إلحاح من الملحن محمد بن عبد السلام و الصحفي محمد البوعناني اللذان لمسا قوة صوتها و تميزه ، ثم دخلت نعيمة العالم الفني لتغادر صالون الحلاقة الذي كانت تشتغل فيه ، وأطلقت العنان لمهارتها وذوقها الفني ، لتلامس قلوب الجماهير المغربية أولا والعربية ثانيا ، نعيمة استطاعت أن تتربع على عرش الأغنية المغربية دون منازع ، دون أن تغادر الوطن ، فقد تمسكت بمغربيتها ووطنها وحققت نجاحا مبهرا سطرته شخصيتها المتواضعة و فطرتها النقية .
رحم الله الفقيدة وأسكنها جناته .