على مدى عقود طويلة، لا تزال العادات والتقاليد في المغرب تشكّل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، حيث تحرص الأجيال المتعاقبة على الحفاظ عليها ونقلها. من بين هذه العادات المميزة، تحضير "القديد" و"الكرداس"، وهي أطعمة تقليدية يتم إعدادها في ثاني أيام عيد الأضحى لتُحفظ وتُستهلك على مدار العام.
عملية إعداد القديد تبدأ بتقطيع اللحم إلى شرائح رفيعة، ثم تُتبّل بالملح ومجموعة من التوابل التقليدية. بعد ذلك، يُجفف اللحم تحت أشعة الشمس، مما يضمن حفظه لفترة طويلة دون أن يتعرض للتلف. تُعد هذه الطريقة التقليدية في الحفظ رمزًا للمهارة والابتكار في المطبخ المغربي، كما أنها تعكس ارتباط المغاربة بتراثهم.
وبالتالي خلافًا لما يُشاع حول أن "القديد" يُشكّل خطرًا على صحة الإنسان، نفى الدكتور عبد العزيز عنبري، أخصائي التغذية والطبيب العام، في اتصال مع موقع "اليوم 24"، صحة هذه المزاعم. وأكد أن "القديد" يعتبر أكثر صحية من اللحم العادي، حيث يتم تجفيفه ليصبح خاليًا من الماء، مما يحد من تكاثر البكتيريا، إضافة إلى خلوه من الأملاح والنترات الضارة. وأوضح أن استخدام الملح بكميات كافية أثناء تحضير القديد يُساهم في القضاء على الميكروبات وحفظ البروتينات.
مع ذلك، أشار الدكتور عنبري إلى أن "القديد" قد يُصبح مضرًا إذا لم يتم تحضيره بطريقة صحيحة، مثل ترك اللحم في الماء لفترات طويلة، الأمر الذي يؤدي إلى تعفنه وظهور مشاكل صحية خطيرة. كما حذّر من مخاطره على بعض الفئات، مثل مرضى القلب، ومرضى الكلى، والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بسبب نسبة الأملاح العالية التي قد يحتويها.
وأضاف أن تحضير "القديد" يتطلب خبرة ودقة في اختيار كميات البهارات والتوابل المناسبة، بالإضافة إلى الالتزام بطريقة صحيحة في تجفيفه وطهيه. هذا الحرص على التفاصيل يُمكن أن يضمن سلامة المستهلك ويُجنب أي أضرار صحية محتملة.